.." خائف.. أنا خائف " كلمات نطق بها شخص وهو مضطجع في فراشه كلما فكر في الذهاب إلى مكان يكرهه جدا. بدأت علاقة الكراهي...

راحـــة



.."خائف.. أنا خائف"

كلمات نطق بها شخص وهو مضطجع في فراشه كلما فكر في الذهاب إلى مكان يكرهه جدا. بدأت علاقة الكراهية قبل حوالي شهر لما ذهب إليه آملا في راخة معلوم وقتها القصير، لكنه عاد خائب متحسرا نادما على ذهابه أشد الندم. لكن، هيهات هيهات من أمانيه وأحلام يقضته.. فهو يُجر إلى إليه جرا كل بضعة أيام.  مجرد دقائق معدودة لا تتجاوز الربع ساعة من الزمن يقضيها داخله وكأنه يعذب أشد التعذيب مستعملين عليه آلات تعذيب أوروبا العصور المظلمة لما كانت الكنيسة تعذب وتُقتِّل في العلماء والمثقفين... ذلك ما يُتخيل إليه من شدة الألم.

ألم يصفه وكأنه آلام مخاض امرأة تلد لأول مرة.

"أنا خائف.. لماذا؟! لماذا سأذهب إلى ذلك المكان مجددا؟
!     سأفعل أي شيء لكما... فقط لا تأخذاني إلى ذلك المكان
أخذت كفايتي وزيادة من التعذيب وقد فهمت الدرس جيدا.. كلا، بل لن أعاود الكرة أبدا في حياتي!"  
مخاطبا رجلاه التي تسوقانه إلى مقصلة ستنهي أنفاسه الثقيلة  بسبب مشيته المترنحة
واضعا أنامله التي هزلت في ظرف شهر على حائط مبكاه  تسوقه رجلان بالكاد أصبحتا قادرتين على حمله مترنحتان كسكير شرب خمرا وهو ليس بمخمور
في الواقع. مكان التعذيب قريب جدا إليه مما يتخيل، بضع خطوات لا تتعدى أصابع رجليه الباردتين من مكان مضجعه. لكن بسبب بطئ خطواته صار مكان راحته واستجمامه قبل الحادثة يُخيل إليه وكأنه في الجحيم.

راحة... نعم والله إنها لنعمة ولكن قليل من عباد الرحمن من يتأمل فيها ويقدر حقها.
راحة كان يتطلع إليها قبل الواقعة يوميا لأنه كان يفكر فيها لكي ينسى العالم للحظات مركزا فقط على شد بطنه مفرغا ما في جعبته من خطايا. ويخطط ويتطلع لأمور صغيرة يفعلها.

نعم.. إنها لنعمة عرف قدرها وحجمها وأهميتها بعدما فقدها.

حديد... ذلك لقبه الذي يحب.
رغم ما فقده فهو لم ييأس بعد وصبره كالفولاذ... وكأنه يريد أن يتطور من حديد لفولاذ
صبر... إنه يحتسب صبر وشدة وقوة عزيمته وبسالة روحه أفضل ما وهبه خالقه. وهو يمني نفسه أن سيعود لسابق عده يتحرق شوقا لمكان راحته المعدودة.

حتى البلاء الذي ألّم به يعتبرها نعمة...
الحمد لله. 

0 comments: